قال لي الزمنُ
قال لي الزمنُ، ذاتَ مساءٍ تتخللهُ الغيومُ
الساطعةُ جرّاءَ تناثر أشعة شمسٍ شتائيةِ الجسد
على هرولتها البديعة، قال لي في حروفٍ أبديّةٍ:
“ها هي ذي اللحظاتُ
أغنيةٌ نائمةٌ في فراشها بالقرب مِنْ منعرجاتِ قلبكَ الباردة التوقِ…
ها هي ذي الحبيبةُ تنتظركَ، بكامل شغفها، بطقوسِ زينتِها،
كالناسكِ الذي ينتظرُ اللهَ…
فلا تتثاقلْ، واذهب إلى أقصى رغبوتكَ الشاهق-رغبوتِها العظيم”
قال لي الزمنُ، في نبرة صدقٍ نادرة:
“أنا سأنحني لك صاغرًا
سأنحني، إنْ نسيتَني”
قال لي، وغابَ كلُّ شيءٍ في أعماقكَ
سوى ذلك الشلّال الذي ينحدرُ في مملكة المعنى
وغبتَ أنتَ في مائه الساحرِ المتدفقِ دونَ أنْ تدريَ
وغبتَ ذات مساءٍ، في خندريس اللذة الصافية
دونَ أنْ تدركَ أنّك غائبٌ عن كلِّ شيء
سوى ذلك الشلاّل السكران الذي ينحدرُ متهدجًا
جَذِلاً في مملكة المعنى
… … … …