أيتها الموسيقى، اعجني جسدي..
آهٍ يا جسدَ الموسيقى الشفيف!
يا الذي يتشكل كمثل جنيّةٍ تتراقصُ في مسرحٍ باذخٍ
يا أيها المصيرُ النازلُ مِنْ حدودِ النجوم
مسّتني رعشةٌ ذهبيةٌ
آلمتني.. أوردتي فردوسَ الابتهاجاتِ
أحضرتني إلى مسافةٍ غير متناهيةٍ
بعثرتْ بقايا المواسمِ في صحنِ الرغبوتِ
أشعلتني و أطفأتني
كإبريقٍ يحتضنُ جسدَ النارِ…
آهٍ يا شلاّلَ الموسيقى الموّارَ بالسحرِ
أنا لستُ هنا…أنا لستُ هناكَ
أنا واللحظةُ الفاتنةُ فقط، متخاصران
كتفًا لكتفٍ وحيثُ يدانا تتشابك
وأعيننا تسافرُ إلى المساءاتِ الحميمةِ جدًّا
والبعيدة جدًّا
وحيثُ يلتمعُ شريطُ حياةٍ مواربًا وغامضَ الملامحِ
وتزهرُ شمسُ نصوصٍ كحديقةٍ زاهيةٍ
أنا والموسيقى السكرانةُ مدينتانِ تلاصقتا
وظلَّ الهواءُ الشتائيُّ الرطيب يلفُّهما
آهٍ أيتها الآلهةُ المتدفقةُ منْ ذلك العودِ الساخنِ
أيتها الحكاياتُ السرمديّةُ
يا التي تتضوعُ منها رائحةُ الحبِّ المتكدّسة
اعجني جسدي في لهاثكِ
بعثريه كطحينٍ في نهرِ إيقاعكِ العظيم
واجعليه يتشرّبُ النشوةَ كاملةً
ولتنعمْ خلاياهُ بنورانيّة التلاحين
وليغسلْ ضوءُ المعنى ظلالَهُ الملطخةَ بالغبار…
عبدالله زهير