أأنتِ حقًّا أنا؟

1-لوحات-ملونة-ابداعية-مرسومة-من-قِبل-أعمى

 ها هي دفاترُ الأمسِ تركضُ  

فاتحةً ذراعيها المُكفهرَّتيْنِ

وأنا سادرٌ في اللامبالاة أقولُ :

” تلكَ التي تحبّني جعلتني كالمهاجرِ في حُلمهِ الحقيقيِّ

أستغرق في نشوتي مطمئناً إلى لحظة الحبِّ  

أتقرَى سحنةَ الليلِ وحكاياته مِنْ جديدٍ

ألهبتْ صدريَ شوقًا لها

لذةٌ بحرٌ منَ المستقبل الزاخر

أقرأ ُأمواجَهُ الذاهبةَ في سحرِها اللولبيِّ”

ها هي الشمسُ الباحثةُ عنِّي

تُشرقُ في داخلي مشرَّبةً بالحنينِ

وكنتُ أقولُ وأسألُ:

” أأنتِ الشمسُ الآدميّةُ التي تُشرقُ كلَّ يومٍ

مصقولةً بهواءٍ إلهيٍّ؟

 أأنتِ حقًّا أنا، أيَتها الشمسُ؟”

وها هي إشراقةُ المعنى تحضرُ كالبديهةِ

وها زمنُ الزيتونِ يطلعُ

وينضجُ في يديها الخصيبتين…

 

عبدالله زهير

 

                                                                                                  اللوحة للفنان الأميركي جون برامبليت..

                  أبدع الرسام “جون برامبليت” من “تكساس” في رسم لوحات زيتية واضحة المعالم، رغم فقده البصر؛ إذ يعتمد على اللمس وتحسّس الحواف.