في مَعِيَّةِ قطةٍ شيرازية

2106270282_1aa8b3ce8a_o

أُفلتُ قليلاً قليلاً

 مِنْ قبضتكِ الغيبيةِ

لكنَّ السماءَ بأسرها تتربعُ في جسدي

أفلتُ على نحو بطيءٍ

مِنْ يأسِكِ المتشظيّ دقائقَ باردةً

أريدُ أنْ أعانقَ بُعديَ الأبديَّ فيكِ

أنْ أمتزجَ بخطواتهِ

أريدُ لجراحيَ أنْ تبدأَ الكلامَ

أنْ تحطّمَ صلادةَ الكونِ

لا يكفي أنْ تلتفَّ نجومُ الليلِ حولَ خيالاتي

ولاتعانقها عميقاً كرائحةِ اللوز؟!

كيفَ لي أنْ أُمنحَ الخارطةَ المقدسةَ مُرتجفاً

بين الولادةِ والجنازةِ؟!

كيفَ لي أنْ أمزقها

أوْ أطحنها كعشبٍ يكادُ أنْ يذبلَ؟!

دونما وجلٍ أوِ اهتزازٍ

كيف َلهذه اللغةِ البعيدةِ

أنْ تُنصتَ إلى همهماتي القريبة؟!

كيفَ لها أنْ ترتسمَ كنحلةٍ مجنونةٍ

أمامَ وحدتيَ المستيقظةِ أبداً

المتزنةِ أبداً؟!

كيفَ لها أنْ تكونَ

عروسيَ الشديدةَ الحياءِ/ الجامحةَ الطبائعِ؟!

 

أربيها وأدلّلُها

قِطةً شيرازيةً لعوباً

تتأرجحُ بكسلها البديع في فراشها الوثير

كيفَ لي أنْ أمنحَها عينيَّ البنيّتينِ

و كلَّ أعضائيَ الأُخرى

عبدالله زهير 

           اللوحة (نبوءات حافظ) للفنان الإيراني إيمان مالكي