الربةُ الفاجرة
ربةَ الأبجديةِ … المصقولةِ بأزاميلِ الحناجرِ
بغمغمةِ العاشقِ الأنيقِ القلبِ
أنحني إلى وجهكِ
بخفةِ الحنينِ المُعشوشبِ
أعانقُ سرابَكِ
أدرّبُ صولجانَكِ على الرأفةِ الضارية
أروِّضهُ كحصانٍ إلهٍ يترنحُ فوقَ وعورِ التاريخِ
أقبّل عينيكِ المكحولتينِ بالوجعِ
كثديينِ أعانقُ فيهما زَغَبَ الحروفِ
وأتحسّسُ شهوةَ الانمحاءِ الجليلِ
آهِ ما أرقَّكِ!
ما أقساكِ أيتها الربةُ الأبديّةَُ !
لستِ ربّةَ حانةٍ
ولا ربّةَ معبدٍ
أنتِ ربّةُ الهشيمِ والتيهِ المتهارشَيْنِ
أيتها الليلةُ اليقينيةُ الممزوجةُ بحرائقِ الشكِّ
أيتها الفاجرةُ العفيفةُ!
سأعترفُ بأنني إلهٌ فقدَ موهبةَ الهواء
إلهٌ لا يحرّكُ السماءَ ولا الشجرَ
بأنني دمٌ لا يدهشُ سافكيهِ
لكنْ
بعد أنْ تشتعلَ الهجيرةُ في جسدي
وبعدَ أنْ تتسربَ مِنْ جسمكِ النجومُ
نأتي كلانا مثل شفتَيْنِ معلقتَيْنِ في كَتِفَي الأرضِ
نتفيأ فرْجَ الأرضِ
ونشربُ نخبَ الليل الشاعرِ
نتجذّرُ كلانا
إلهينِ في غسق الوقتِ /
نصنعُ جبالاً من اللذة
و حدائقَ مِنْ لواعجِ الكلمات
وطحيناً يستوي أرغفةً مِنْ غيومِ المساء
….
عبدالله زهير