الآهات الموزعة

بواسطة عبدالله زهير

آهٍ عـليَّ منَ الـنُّزوعِ 

مـا عدتُ أقنعُ بالرجوع

قلبي تـشظَّى مُـشعلًا     

أبديةً مِنْ ثقبِ جُوعِ

جوعٍ يزغردُ في البطونِ 

وفي شرايينِ الجموعِ

آهٍ عليَّ مِـنَ الجـراحِ   

  الـعانقتني  كالضلـوعِ

آهٍ عليَّ مـتى  فـتحتُ    

  قُفولَ معنايَ الـمُريعِ

آهٍ عليَّ… وكلّما أُحييْتُ     

 يـقـتلني خُضوعي

آهٍ عليَّ… وألـفُ آهٍ      

 ليسَ تكفي للـهُجوعِ

آهٍ عليَّ مِـنَ المدى    

  يسودُّ  يهوي كالـقُلوعِ

آهٍ عليَّ مِـنَ الصباحاتِ 

   المزيفَّةِ الـطــلوعِ

آهٍ عليَّ إذا بــقيتُ،     

  إذا رحلتُ عَنِ الربوعِ

أأكونُ وجهي أم أكونُ    

   وجوهَ هاتيكَ الجموعِ؟

من أينَ أبـدأُ؟ لا أرى      

 غيرَ انتهاءٍ في شروعي

آهٍ عليَّ… جـوارحي       

 مختومةٌ بفمٍ قطيعِ

آهٍ عليَّ إذا بردتُ        

إذا لبستُ لظى السُّفُوعِ

أوَ تَـستكينُ رؤايَ أمْ    

   تغْلي على قِدرٍ مَـرُوعِ؟

آهٍ عليَّ إذا احـتستْ    

  روحي انحناءاتُ الصدوعِ

آهٍ عليَّ إذا بــكيتُ    

  إذا ضحكتُ على صنيعي

أوَ كنتُ أغرقُ في هوىً   

  أمْ كنتُ أغرقُ في دموعي؟

آهٍ عليَّ  إذا عـرفتُ     

  إذا جهلتُ صدى ضلوعي

أأنا هـنالكَ أم  هـنا   

  أَصْلي يسافرُ أمْ  فروعي؟

لا. لستُ أدري ما أنا  

  أمـشي على خَيطٍ رفيعِ

آهٍ عليَّ مِنَ الـفراغِ     

 مِـنَ امتلاءاتِ الصقيعِ

أأنايَ وهمٌ غامـضٌ     

  أمْ واقعٌ صِدقَ الوقوعِ؟

آهٍ على قلبيْ هوى       

  في جُحرِ عقربةٍ لَسُوعِ

صخبٌ بحنجرتي يؤرجحُ   

 طفلةَ الصمتِ البديعِ

أأقولُ وجهي ظامئٌ       

  لإلهِ منفايَ الوديعِ؟

أأقولُ؟! هلْ سأقولُ    

ما فوقَ الخرائطِ والربوعِ؟

آهٍ عليَّ مِنَ الـظلامِ        

 مُـزيَّنًا بدمٍ نجيعِ

آهٍ عليَّ مِنَ السؤالِ    

  إذا تـعرَّى في النُـطوعِ

آهٍ عليَّ مِنَ الجنونِ     

  مِنَ التعقّلِ والخشوعِ

آهٍ عليَّ… وألفُ آهٍ      

 ليسَ تكفي للهجوعِ ■

نُشرت في مجلة العربي/ العدد مايو2024