آزاد عنز يكتب قصيدته بلسان مقطوع

c4f7791f105240889d05e6f8df124235
الأربعاء، ٦ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٧ (٠٠:٠٠ – بتوقيت غرينتش)
آخر تحديث: الأربعاء، ٦ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٧ (٠٠:٠٠ – بتوقيت غرينتش)

قد يبدو عنوان المجموعة الشعرية للسوري الكردي آزاد عنز «القصيدة التي كتبت بلسانٍ مقطوع أو ميثاق الضجر» (المؤسسة العربية للدراسات) خارجاً من صميم واقعٍ قاسٍ يعانيه السوريون والأكراد على السواء. وإذا كانت أخبار هؤلاء تملأ صفحات الجرائد وشاشات التلفزيون، فإنّهم يغوصون وحدهم في صمت مريب وضجر من صراعٍ يسحقهم كما تُسحق الأوراق على الرصيف.

ومن هذه الحالة العدمية، بين سكوتٍ وانتظار، تأتي القصيدة/ الديوان لأزاد عنز، التي بدت كأنها مكتوبة بنَفَسٍ واحد، فامتدت على 56 صفحة. فيها يسرد الشاعر الشاب الحقيقة الإنسانية المهيبة، منذ نشأة الخلق مرروراً بالأحداث الكونية الهائلة والتطورات البشرية، صولاً إلى النفخ في الصور وزوال الكون برمته.

من أجواء الديوان:

«فاتحٌ رمَّم الترابَ تحت نِعالٍ كُردية

تُرابٌ مفقودٌ نُقّحَ على عجلٍ

تُرابٌ تائهٌ نُقّحَ على عجلٍ

لا تُربان شاردة بعدَ الآن في أورشليم

فأعاد صياغتها إلى القاموس العربيِّ

قُدساً

فاتحٌ حرّر الهواءَ بقبضتهِ اليُمنى

لرئاتٍ عربيةٍ مهزومة

رئات خاوية استجارت بهواءٍ مُعتقل

لا رئات فارغة بعدَ الآن في أورشليم

فأعادَ صياغتها إلى القاموس العربيِّ

قُدساً

فاتحٌ عزفَ اللّحنَ على أوتارٍ كُردية

كي يَنطُقَ الوترُ صُراخاً شرعياً

وأعادَ صياغة اللّحن جليلاً

فأعادَ صياغتها إلى القاموس العربيِّ

قُدساً.