شوقي بزيع في «الحياة كما لم تحدث»

ad7a3e4b799647bdb348ac0630c30781
السبت، ٢ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٧ (٠٠:٠٠ – بتوقيت غرينتش)
آخر تحديث: السبت، ٢ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٧ (٠٠:٠٠ – بتوقيت غرينتش)

«الحياة كما لم تحدث» (دار الآداب) هو عنوان المجموعة السابعة عشرة للشاعر اللبناني شوقي بزيع، ويبدو الديوان تأكيداً لبيان لجنة التحكيم في جائزة العويس التي نالها الشاعر أخيراً، حول إفادته من «أشكال الموروث المختلفة» من جهة، وانفتاح تجربته على «الأنساق الجمالية الحديثة التي يبرز فيها العمق الإنساني والخيال الخلاق» من جهة أخرى. وما يلاحظ في هذا السياق هو قدرة صاحب «صراخ الأشجار» و «إلى أين تأخذني أيها الشعر» على تجاوز نفسه وإضافة لمسات جديدة على منجزه السابق بين مجموعة وأخرى، وبخاصة في أعماله الأخيرة التي يُظهر فيها ميلاً واضحاً إلى التقصي الوجودي والحفر في تربة الداخل الإنساني والتخفف من الغنائية الإنشادية.

وفي المجموعة الجديدة، كما يبدو من العنوان، يحتفي الشاعر بالمفقودات وبالمنسي من الأشياء وبالأحلام غير المتحققة بوصفها مادة الحياة الموازية التي فيها الشعر ضالته ومبتغاه. وهو ما يبدو جلياً في قصائد «حديقة الأخطاء» و «بيوت الكهولة» و «مناديل لرياح الفقدان»، بحيث تنحرف الحياة عن المسار الذي وضع لها، أو تتم في غياب أصحابها، أو تتحول إلى تلويحة طويلة من الخسارات. إلا أن ما يعوض عن خسارة الحياة هو متعة الكتابة ومسراتها غير المحدودة حيث «ينبغي أن نكون إناثاً/ لنكشف عما يخبئه الشعر في لحظات الوحام العنيفةِ/ من حصرم الاشتهاءْ»، ثمة عناوين أخرى مثل «النهر والتمثال» و «فلسطين» و «كوكب الرسائل» و «تعقُّب الأثر» تحتفي بالأماكن المغيبة والشعراء الراحلين وبالهدايا المخبأة في بريد النسيان، أو تتقصى ملامح وإشارات الماضي المنصرم.

المجموعة صدرت في 160 صفحة من القطع الوسط عن دار الآداب، ويتم توقيعها بين الخامسة والتاسعة من مساء غد الأحد في معرض بيروت للكتاب في جناح الدار- قاعة البيال.