آهٍ يا أنتِ يا أناي

 

 creative-photographic-pictures-col-6

يؤججني فيكِ ضوءُ المحبة يا سيدتي

يا سيدة البحر (بحر جنوني الأبديّ)

يا أرجوحة الطفولات

يا لغةً نازلةً من شرود المسافة والانتظار الطويل الذي يتكوكبُ قرب مجرة النيران

يا لحظةً تخطفني من خُطايَ البشرية 

 تُسكنني عارياً ومكسوًّا أبديةَ الألوهات

آهٍ أنتِ يا أنتِ يا أناي المشرّبة الاشتياق إلى نفسها

تُشهّيني خرائطُ الفتنة في اندلاقها نحو أصابعي

يُشهّيني دلالكِ الإلهيُّ أن أدخل في مساقط النسيان

آهِ يا أنتِ يا أنايَ الحريريّة الأمواج

تُحرّضني أشباحُ محبتكِ

أن أضحك وأن أبكي في كُحل عينيك الأندلسيِّ

أنْ أقول ما لا يُقال وما لا يُطاق

وأن أصبُّ في شامات جسدكِ الناصع

أنهاراً من الكلمات واللذائذ والحكايا

أن أدهنَ أساطيرَ غريبةً بنورانية بشرتكِ الشفيفة المقدسة

يُحرّضني شلّالُ الرغبة المندفقُ من شفتيكِ

أن أنحتَ من سلالتَيْنا البعيدتين

طفلاً غجريًّا ممتزجاً بحروفي وحروفكِ

يُهجّجني الليلُ يا جنيّتي  

في ناره المتقدة من حجارة اللواعج

آهٍ.. تجذّري وانحفري فيَّ كغوايةٍ تسقطُ في حفائر الجسد

كشمسٍ تقطرُ عنفواناً وتوتاً بريًّا

لأنني أتقدس حين أشرب زعفرانَ بياضكِ الفاتك

حين أسافر أليفاً وغريباً إلى فضائك الطهور

فوق مظلاتٍ تكتنزُ بالمعنى ولا تزول

يؤججني الغيابُ يا غزالتي الذهبية

ويطحنني الحبُّ بين حَجَرَيْ رحاه التي تدور وتدور…

 

                                                                                                                               شعر: عبدالله زهير