رقصة غجريّة

رقصة غجريّة

 

رقصَ الضوءُ على رقصتِها الجذلى 

كما نافورةٌ إنسيّةٌ

                          تزهو على سُمرةِ جسمٍ طازجِ الطينِ

في شهوتها القصوى امتزاجاتُ جنونٍ…

وارتمتْ تسألُ سقفَ المسرحِ العطشانِ:

                          هلْ كان حلمًا ضائعَ الوجهِ؟

                                        أَهلْ كان سراباً أبديّا؟!..

رقصتْ شوقاً إلى الله كنهرِ اللغةِ المخنوقِ

 -إذْ كان المدى يغفو ويستيقظُ-

كالمفتونة السكرى تصبُّ النارَ في النارِ

 وتستوقدُ وجْداً عربيّا.

أهي الموجُ الذي يستنطقُ التاريخَ

 يمشي فوق خيطَ السرِّ مسبوكاً بماء الحُسنِ

منداحاً على طرف النهاياتِ وأشواط البداياتِ

كأنَّ الجسمَ في ماهيّة الرقصاتِ مغزولٌ

إذا استكنهتَ سرَّ السِّحْرِفي أخلاطهِ

 تلمحُ فوق الهودجِ النشوانِ وجهاً بدويّا

غرقتْ في المسرحِ الغجريِّ أسرارٌ

وبانتْ كالحكاياتِ الملوعةِ التفاصيلِ نهودٌ ناتئاتٌ

 تلكم الأرواحُ بالجمر الخلاسيّ محناةً أياديها

رمادُ الحزنِ غطَّاها

وعرَّاها انشراحٌ…

أَهي الخيلُ تلفُّ الكونَ في قافلةِ الإيقاع

تجري في دمِ التاريخِ رقصاً غجريّا؟!

“ما أنا إلا فمٌ مقطوعُ”، قال الخصرُ(خصرُ امرأةٍ غجريةِ العينينِ).

واستوحشَ من أسمائهِ حبرُ المدى

أشياؤهُ تجنحُ أن تُقذفَ من بركانها الهائجِ

تشتاقُ إلى أنْ تجعل اللاشيءَ في الأرضِ سؤالاً نبويّا.

ثم راحَ الرقصُ يختطُّ نجومَ اللهِ

يقفو ويماهي أغنياتِ الغجرِ الآتينَ من مستقبلٍ عارٍ من الأوصافِ

“هذا الوطنُ اليابس هذا الوطن المخضلُّ لا يعرف وجهي؟!”، أشارتْ في نشيدٍ وردةٌ إنسيّةٌ منبوذةٌ في صمتِها الجامحِ

وانهدّتْ سقوفُ اللغةِ المجنونةِ الأطرافِ في صمتٍ عليّا.