لسانٌ أبكم

4924891774_b046c13a68_z

ثمةَ بَكامةٌ تكتنفُ لسانَ الحقيقة ِالآنَ

بحيثُ لا يقدرُ أبداً

 أنْ يبوحَ بأسرارِه الجحيمية

ولا أنْ يشاطرَ العاشقينَ تنهداتِهم

همساتِهم في الحدائق

رقصاتِهم الخليعةَ في الملاهي

لا يقدرُ أنْ يصرخَ كسكّيرٍ مُشردٍ

في شوارعِ أوربا

… أنْ يعويَ بشراسةٍ

كقطٍ يدافعُ عَنْ أنثاه أمامَ هجومِ قططِ الحيِّ

لا يمكنُ أنْ يصقلَ الملاحمَ  

يسردَها كحكواتيٍّ عربيٍّ في مقهىً

 لايقدرُ .. لا يقدرُ

 وهو يرى بُلداناً تتطايرُ

تتساقطُ مبهوتةً 

كرقابٍ يُخرْنُفها الظلامُ بسيفٍ مَسلولٍ

لا يقدرُ أنْ يكونَ رسولاً

أنْ يكونَ نبياًّ لائقاً

بمدى عتامةِ الليل وأفرانِ النهار

…………………..

… حتى لو تمَّ صلبهُ  كالمسيح

على خشبِ الشرائعِ المتيبسّةِ الزمان   

هو يرغبُ في أنْ يقولَ كلمتهُ، ويمضي

لكنْ لا يقدرُ…

………….

 عبدالله زهير 

اللوحة (غزالانِ يعدوانِ خائفيَنِ في ضوء القمر) 
للفنان الأمريكي كـارل كْنـاتـز، 1932