شقشقات

 

8447852932_58483dc8f2_n

لم تكنْ  

تلكمُ الشقشقاتُ الشفيفةُ مجنونةً

لم تكنْ

في عظامي

سوى جذوةٍ مِنْ رُؤى الحزنِ

مغموسةً في تفاصيل حُبٍّ

تشظىَّ/تماهى بماءِ الألوهاتِ

ها إنني صهوةٌ لخيولٍ تدوسُ عليَّ

ها إنني كالشتاءِ المخضَّبِ بالثلجِ

أغزو العراءاتِ في داخلي، في نشيجِ الهوامشِ

 كالنارِ آكلُ نفسي

وأغرسُني في الرمادِ المعتَّقِ شوقاً إلى لغةِ الشمسِ

منذا يلملمني من جهاتِ اليبوسةِ

منذا يبعثرني كالهشيمِ المحررِّ مِنْ لونهِ

مِنْ بقايا حكاياتهِ الخزفيةِ

منذا يصيّرني ورقاً عارياً؟

 أتجذرُّ في الريحِ

أخضرُّ في كوكبِ الولهِ الليلكيِّ

أغادرني ذرةً ذرةً

أتحدثُ معْ موجةٍ/طفلةٍ

أتخاصرُ مُستنشقاً إبطَ نورسةٍ

……………..

لم تكنْ

تلكمُ الانخطافاتُ مجنونةً

آهِ يا أَدمُعًا تتراقصُ في كاملِ نشوتها

إنني زهرُ ليمونةٍ تتعانقُ بالريحِ

تبكي في غناءٍ يهندسُ حنجرةَ الريحِ   

دونَ كلالٍ

وزهوُ الفراشاتِ تعويذةٌ لامتزاجِ الغناءِ المضمَّخِ بالوجدِ

كأني هناك الأميرُ بلا لعنةِ الخوفِ

أطوي سماواتِ لذلذتي

  نجمةً نجمةً

في سديمٍ يطيرُ كحضنِ الأنوثةِ

أمحو وجودي  

وأنثرهُ في أجيجِ العناصرِ

أُحرقه ذرةً ذرةً

لينحتَ أسرارَه السرمديةَ

يُثبتَ أوصالهَ حيةً

ها هُنا  في وجودٍ تجسّدَ مُمتلئاً

مُتخماً بانتشاءِ الكلامِ وضوءِ الخطايا

……

ها هنا أعشقُ الصخرَ والوردَ

لا أرتوي مِنْ ينابيعِ حُزني

 أنا جهةُ اللغةِ المُشتهاةِ

أنا قلبُها المستشيطُ جنوناً

ولمْ أتكلمْ بسحرِ هواها إلى الآن

لمْ أتقدمْ لأطبعَ فوقَ يديها شفاهي إلى الآن..

أشكو إليها

أصلِّي إلى وجهها المذهَّبِ

 ها أنا أتعشقُ

أتعتقُ في دنِّها الأبديِّ

ليُسكرَ فوجَ النُدامى  كؤوسٌ- مدائنُ مِنْ حُلمٍ

لا يتبددُ زبرجدُها

 

فانتظرْ أيها الضوءُ احتمالاتِ التخمُّرِ

في اللغة الآتية

وانتظرْ

 حطبَ الروحِ كي يستوي لهباً ناضجاً

 في جَسَدِ الساقية…\

عبدالله زهير

اللوحة(أوقات الفراغ) للفنان الأمريكي وليـام ميريـت تشيـس، 1894