مشاهد في أسطنبول

 

.1

رأيتُ المزاميرَ في أَوْجِها

تستديرُ تلاحينُها في الهواءِ الحريريِّ،

تَحنو على نَبَضَاتِ التضاريسِ،

تبكي مع السُحُبِ البيضِ،

غارقةً في النشيجِ الإلِهيِّ،

تستقطرُ انْحناءاتِ تاريِخِها المتواشجِ

بين مدائن شرقٍ

وبين قناطرِ غربٍ.

2

رأيتُ النَهارَ هنالكَ

يسقي الشوارعَ خمراً.

رأيتُ القبابَ  تحثُّ خُطاها إلى اللانِهايةِ،

هفهافةً كالسؤالِ المهاجرِ في أُفُقٍ،

مستظلةً في تلاوينَ تَمتدُّ في ذَهَبِ الأبْجديّةِ،

تصعدُ،

       تهبطُ في الزخرفاتِ الشُّعاعيّةِ النسجِ،

تغتسلُ الطرقُ الأرجوانيةُ المشتهاةُ عليها بِماءٍ-نشيدٍ

 

 

3

هناكَ

على أوجه العابرينَ نوافيرُ من صُوَرٍ،

مسرحٌ لجموحِ الطفولةِ يكسو الفضاءَ

ويبذرُ أجسادَهُ في أثيرِ جنائنهِ.

وهنا وهنالكَ أصواتُ حبٍّ

 تؤرجحُ بالنايِ أَخْيِلَةَ الكائناتِ.

رأيتُ على القمرِ العسليِّ

منتجعَ الْحُلْمِ منتشرا

كالنسائم تروي مساماتِ هذي الحياةِ.

4

هناكَ

ولوجٌ إلى ساحةٍ تتمايلُ،

أخرى تُمازج بين المَجاعةِ والتخمِ،

أخرى تتوقُ إلى جنة الرقصِ،

أخرى تغوصُ إلى غرف الملكوتْ،

وأخرى تطيرُ إلى كوكبٍ لا يَموتْ…