أيتها المتدفقةُ كنهرٍ

p02vglvm

أيتها المتدفقة القبلاتِ كنهرٍ ينبجسُ

ويفيضُ بلا سدودٍ  

ياملكة البكاءاتِ الحرة القوية الجذور  

يا التي تجعلني أنتثرُ نصوصًا في كلِّ مكانٍ

لا تعتبريني جسدًا مُترهلاً مُفردًا

أنا مليونُ جسدٍ جديدٍ  

 مليونُ مدينةٍ متشابكةِ الساحاتِ ، بل أكثر من ذلك

لا تُصدقي أنَّ روحي واحدةٌ

بل هي ملايينُ الأرواحِ في ملايين الأوطانِ

في ملايين المجرّاتِ في ملايين البيوت

 

كان خيطُ طيفكِ يخنقُ تواريخَ الضجر

الماثلةَ في أعينهم المسعورة لإثبات السلطة الهزلية  

 المعشعشةَ في كروشهم الطافرة

كذواتهم المنتفخة الأوداج

 

        آهٍ حسبيَ أنْ أقولَ أنني لا أريد أنْ أهجوَ أحدًا

    أريدُ فقط أنْ أمدحَك وأتغزلَ بملكوتِ الجمال

الذي يتمددُ

                   في حروف اسمكِ، في لفتاتِ أنفكِ المصقولِ كالمعجزة

في نسيج عينيكِ الذي يصنع ُالسحرَ في مخيلتي  

في تلافيف شفتيك الباسقتينِ الطريتينِ كخبزٍ يتنفسُ رائحةَ الصبحِ

في ذلك الخال الرهيف الذي يقتربُ من وسط خدّكِ الأيمنِ

في بياض جسدكِ المتصوبنِ كصفحةٍ جاهزةٍ لكتابةِ

قصيدةٍ

في رموشكِ المستويةِ الأطرافِ نخيلاً مُرتباً وأنيقًا

في كتفيكِ المعجونينِ من الحُمّصِ البلديِّ اللذيذِ

وكنتُ أقول: لنْ أشبعَ منهما أبدًا

في روحك النشيطةِ التي تعلمني أبجدية الحبَّ  

ودروسَ الطفولةِ اللانهائيةَ التخوم..

في نهديك الطفلين المدللين النائمين في طمأنية من لا يبالي

أتغزلُ غائرًا مستغرقًا 

في ما تقولين وما لاتقولين

أيتها المتدفقةُ كنهرٍ من القبلات…